نسب بني غافر بن سامة في عمان
ومن سامة بعمان بنو غافر، وأليهم يشير شاعر العرب أبو مسلم حيث يقول: ويابني غافر عليا قريش لكم
أصل وأنتم لنا كالأصل أغصان فهم من سامة بن لؤي بن غالب، وغافر لقب جدهم الذي تفرع من شجرة سامة بن لؤي، ومنازلهم
معروفة، وفي الظاهرة لهم اليد الطولى، ومقاماتهم لم تنكر، وهم ألان رهط من أوفر قبائل عمان عدداً
وعدة، ولهم في التاريخ ذكر حافل. ومن بلدانهم وادي بني غافر، وهو أسم يشمل قرى متعددة، وأشهرها
خفدى لكوا مركز زعامتهم، ومرجع أمارتهم. ورؤساؤهم الان: آل ناصر بن راشد بن حسين بن
سعيد، والمقدم فيهم الآن: ناصر بن محمد بن ناصر بن راشد بن حسين وهو ولد جديد السن قريب
العهد. ولهم الآن أمارة العينين والدربين من الظاهرة، وهما الآن بيد علي بن سعيد بن محمد بن سليمان،
ومحمد بن سليمان المذكور هو الذي دمر فلج الغيي الواقع بين العراق وعبرى من الظاهرة وخربه ظلماً
وعدواناً، والله سائله عنه يوم القيامه، وعما فعل في تلك البلدة الطيبة. وفي هذه الطائفة أعيان وأبطال،
لهم ميزان بين قبائل الظاهرة، وفيهم أخيار؛ وناهيك بالشيخ الفقيه العالم خلف بن سنان، أحد علماء دولة
اليعاربة، وأبلغ أدبائها، وله شعر جميل، له في البلاغة قدر جليل، وله مدائح في أئمة آل يعرب واسعة، وفي
الجيش الذي خرج لفتح بنه من بلاد الهند، وله مكتبة مهمة، تجمع آلافاًمن الكتب القيمة. وأحسب أن
منهم شيخاًآخر، يقال له خلف بن سنان مسامياً لهذا، وهو الذي يحكم في أراضي الباطنة بعد الغرق
الواقع عليها، أيام الامام الصلت بن مالك الخروضي في أول القرن الرابع للهجرة ان تعمر، لما مر بها ورأى
من سوء الحال ما رأى من أختلاط الأملاك وكثرة الدعايات والتعصبات، وبقيت الباطنة خراباً مهجورة،
فلا يسوغ أن تبقى هكذا مدة قرون طويلة حتى يحكم فيها هذا الشيخ وهو من أهالي القرن الحادي عشر
والله أعلم.